سورة الرعد - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{يَمْحُو الله مَا يَشَاءُ} ينسخ ما يستصوب نسخه. {وَيُثْبِتُ} ما تقتضيه حكمته. وقيل يمحو سيئات التائب ويثبت الحسنات مكانها. وقيل يمحو من كتاب الحفظة ما لا يتعلق به جزاء ويترك غيره مثبتاً أو يثبت ما رآه وحده في صميم قلبه. وقيل يمحو قرناً ويثبت آخرين. وقيل يمحو الفاسدات الكائنات. وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي {وَيُثَّبتُ} بالتشديد. {وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب} أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ إذ ما من كائن إلا وهو مكتوب فيه.


{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} وكيفما دارت الحال أريناك بعض ما أوعدناهم أو توفيناك قبله. {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ} لا غير. {وَعَلَيْنَا الحساب} للمجازاة لا عليك فلا تحتفل بإعراضهم ولا تستعجل بعذابهم فإنا فاعلون له وهذا طلائعه.


{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى الأرض} أرض الكفرة. {نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} بما نفتحه على المسلمين منها. {والله يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} لا راد له وحقيقته الذي يعقب الشيء بالإِبطال، ومنه قيل لصاحب الحق معقب لأنه يقفو غريمه بالاقتضاء، والمعنى أنه حكم للإِسلام بالاقبال وعلى الكفر بالإِدبار وذلك كائن لا يمكن تغييره، ومحل {لا} مع المنفي النصب على الحال أي يحكم نافذاً حكمه. {وَهُوَ سَرِيعُ الحساب} فيحاسبهم عما قليل في الآخرة بعدما عذبهم بالقتل والاجلاء في الدنيا.
{وَقَدْ مَكَرَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} بأنبيائهم والمؤمنين به منهم. {فَلِلَّهِ المكر جَمِيعًا} إذ لا يؤبه بمكر دون مكره فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره. {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} فيعد جزاءها. {وَسَيَعْلَمُ الكفار لِمَنْ عُقْبَى الدار} من الحزبين حيثما يأتيهم العذاب المعد لهم وهم في غفلة منه، وهذا كالتفسير لمكر الله تعالى بهم، واللام تدل على أن المراد بالعقبى العاقبة المحمودة. مع ما في الإضافة إلى الدار كما عرفت. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكافر على إرادة الجنس، وقرئ: {الكافرون} و{الذين كفروا} و{الكفر} أي أهله وسيعلم من أعلمه إذا أخبره.
{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً} قيل المراد بهم رؤساء اليهود. {قُلْ كفى بالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فإنه أظهر من الأدلة على رسالتي ما يغني عن شاهد يشهد عليها. {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} علم القرآن وما ألف عليه من النظم المعجز، أو علم التوراة وهو ابن سلام وأضرابه، أو علم اللوح المحفوظ وهو الله تعالى، أي كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم ما في اللوح المحفوظ إلا هو شهيداً بيننا فيخزي الكاذب منا، ويؤيده قراءة من قرأ {وَمَنْ عِندَهُ} بالكسر و{عِلْمِ الكتاب} وعلى الأول مرتفع بالظرف فإنه معتمد على الموصول، ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره وهو متعين على الثاني. وقرئ: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} على الحرف والبناء للمفعول. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة من الموفين بعهد الله».

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11